عين على الحدث طوفان الأقصى
طوفان الأقصى يومٌ من أيام الله، ومفخرة من مفاخر المجاهدين الفلسطينيين حيث أسقطت هذه العمليّة هيبة إسرائيل و استخباراتها والاستخبارات الأمريكية، وإن الإرباك والذهول الذي أحدثه العمليّة لدى بعض العرب والهزيمة التي أقرّت بها إسرائيل، و التخبّط الذي أصاب حلفاءها، والحرج الذي لحق بنظام أسد ونظام الملالي يؤّكد أن العمليّة فلسطينيّة صرفة لا تشوبها شبهة الارتباط مع محور المتاجرة أو غيره الأمر الذي دفع بالعدو الإسرائيلي وحلفائه بشنّ حرب همجيّة على غزّة كما قامت بعض الدول الغربيّة بفتح باب تجنيد المرتزقة للقتال إلى جانب عصابات الاحتلال، وقيام الإعلام الغربيّ بتشويه صورة الفلسطينيين واتهام المقاومين بالإرهاب والدعشنة، والتحريض على الفلسطينيين وقيام عصابات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة.
أحمق هذا من يظن أن اليهود يؤمنون بحقوق الإنسان أو حتى حقوق الحيوان نقول للمطبع وغير المطبع وللمتباكين على الصهاينة من بني جلدتنا اعلموا أن اليهود لا يعتبرونكم إلا مجرد حميرهم ولكم بيان ذلك ففي التلمود- وهو كتاب وضعه أحبار اليهود-: «إن الأميين هم الحمير الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار، فإذا نفق منهم حمار، ركبنا منهم حمارا».
نحن أمام أكبر إبادة جماعية في التاريخ المعاصر تستهدف شعب غزة، وهذه الجريمة قد حصلت بتواطؤ وتسامح دولي مروّع. وعلى الرغم من ذلك، لازالت قضية فلسطين تنبض في قلوب شعوب الأمة، وأدرك العالم بأسره أن هناك رجالًا وأبطالًا في هذه الأمة يتمسكون بأرضهم رغم الدمار والموت الذي يحل بالأبرياء. إنهم أشجع رجال وأصحاب قدر من الذين ينكسرون أمامهم من أجل شراء الرضا والولاء والحفاظ على عروشهم، ولو كان المقابل مقدسات ومقدرات الشعوب والأمة، والأهم من ذلك قتلنا في الجنة وقتلاهم في النار.
يفصلنا عن الاحتفال باليوم العالميّ لحقوق الإنسان شهرٌ واحد من الآن؛ حيث تم تخصيص العاشر من كانون الأول/ديسمبر مِن كل عام ليكون يوماً عالمياً يعبّر عن كرامة الإنسان وأحقيّته في الاعتقاد والحريّة والممارسات، وهذه الحقوق كما ذكرَتها منظمة الأمم المتحدة؛ حقوق مُتأصّلة في البشر جميعهم مهما كانت جنسيتهم أو مكان إقامتهم أو نوع جنسهم أو أصلهم الوطني أو العرقي أو لونهم أو دينهم أو لغتهم أو أي وضع آخر، فالجميع متساوون في هذه الحقوق الإنسانيّة دون تمييز، كما أنّ هذه الحقوق مترابطة وشمولية وغير قابلة للتجزئة!
لم تكن مجرد معركةً دفاعيّة أَبْعدُ أهدافها الاستراتيجية تحرير الأرض، ولم تكن منعطفاً مفصلياً هاماً في تاريخ القضية الفلسطينيّة على المستوى السّياسيّ والعسكريّ فحسب، ولم تأتِ نتائجُها صادمةً للعدو وحلفائه والمتواطئين معه فقط؛ بل كانت كذلك حتى للمؤيّدين والدّاعمين، ولقد فاقت نتائج هذه المعركة كل التّوقعات، وبالرّغم من الخسائر الكبيرة المُتكبّدة؛ إلا أنّ المصالح الاستراتيجية الخفيّة التي تمّ تحقيقُها أكبر بكثير من المفاسد الظّاهرة بلا شك.
اكتب مراجعة عامة