img
img

معارضة نصوص الوحيين .. نور مبين

img
منصة كلنا دعاة

معارضة نصوص الوحيين .. نور مبين

بقلم: محمد أحمد يوسف

ليله كنهاره وأمسه كغده .. هذه هي طبيعة الوحي؛ حججٌ جلية تقطع العذر، وتزيل الشبهة، وتعالج الشهوة، مع جمال وتنوع في أسلوب الطرح، وهدوء في الطَرقِ؛ لتسهيل صحة الوصول، ثم هو إما رحمة لمن آمن به وهدىً، أو عمى وضلال لمن عارض واستهزأ وسخر.

يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174].

قال الطبري: "يبين لكم المحجة الواضحة والسبل الهادية إلى ما فيه لكم النجاة من عذاب الله وأليم عقابه إن سلكتموها واستنرتم بضوئه" [تفسير الطبري (7/ 711)].

وقال القرطبي: "وسماه نورا لأن به تتبين الأحكام، ويهتدى به من الضلالة" [تفسير القرطبي (6/ 27)].

ويقول جل وعلا: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:124]

ويقول سبحانه وتعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]

فقانون العبودية: سمعنا وأطعنا! ومن ضل عن هذا المنهج القويم فلا بد أن يرضى بغيره من الباطل، ومن لم يرضَ بالعالي الشريف فلا بد أن يُبتلى بالسافل الوضيع، ومن لم يتبع النور المبين، سلك طريق المغضوب عليهم والضالين!

قال الإمام الشاطبي في معرض ذكر الهوى واجتناب طريق الحق: "قال الله: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الكهف: 28]، فجعل الأمر محصورا بين أمرين: اتباع الذكر، واتباع الهوى" [الاعتصام للشاطبي (1/ 67)].

تعليقات

الكلمات الدلالية