img
img

أقوال أئمة الإسلام في احتفالات رأس العام

img
منصة كلنا دعاة

أقوال أئمة الإسلام في احتفالات رأس العام

الرسالة الأولى:

حكم مشاركة النصارى أعيادهم !!

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «‌لَا ‌تَعَلَّمُوا ‌رَطَانَةَ ‌الْأَعَاجِمِ، وَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ، فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ» [مصنف عبد الرزاق (1669)].

قال الإمام مالك رحمه الله: "يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم" [اللمع في الحوادث والبدع (1/492)].

"فَهَذَا عُمَرُ قَدْ نَهَى عَنْ تَعَلُّمِ لِسَانِهِمْ وَعَنْ مُجَرَّدِ دُخُولِ الْكَنِيسَةِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ، فَكَيْفَ مَنْ يَفْعَلُ بَعْضَ أَفْعَالِهِمْ؟ أَوْ قَصَدَ مَا هُوَ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ دِينِهِمْ؟ أَلَيْسَتْ مُوَافَقَتُهُمْ فِي الْعَمَلِ أَعْظَمُ مِنْ مُوَافَقَتِهِمْ فِي اللُّغَةِ؟ أَوَ لَيْسَ عَمَلُ بَعْضِ أَعْمَالِ عِيدِهِمْ أَعْظَمَ مِنْ مُجَرَّدِ الدُّخُولِ عَلَيْهِمْ فِي عِيدِهِمْ؟،، وَإِذَا كَانَ السَّخَطُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ بِسَبَبِ عَمَلِهِمْ، فَمَنْ يُشْرِكُهُمْ فِي الْعَمَلِ أَوْ بَعْضِهِ أَلَيْسَ قَدْ تَعَرَّضَ لِعُقُوبَةِ ذَلِكَ؟" [الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 485].

"وَنَصَّ الْإِمَامُ أَحْمَدَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ شُهُودُ أَعْيَادِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72]" [الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 486].

ويقول الإمام ابن القيم: "واحتج الإمام أحمد بن حنبل على تحريم شهود أعياد النصارى واليهود بهذه الآية وقال: الزور الشعانين وأعيادهم، وعن الضحاك: الزور عيد المشركين، وقال سعيد بن جبير: الشعانين، وقال ابن عباس: الزورُ عيدُ المشركين" [أحكام أهل الذمة 3/1244].


الرسالة الثانية:

حكم مشاركتهم بحجة إحسان التعامل معهم !!

من الشبه التي يتناقلها بعض المسلمين: نحن نشارك نصارى بلادنا المُسالمين في أعيادهم من باب إحسان التعامل معهم؟

قال الإمام الشافعي في شروط مصالحة أهل الذمة وكتابتها: "على أن ليس لكم أن تظهروا في شيء من أمصار المسلمين الصليب، ولا تعلنوا بالشرك، ولا تبنوا كنيسة، ولا موضع مجتمع لصلاتكم، ولا تضربوا بناقوس، ولا تظهروا قولكم بالشرك في عيسى ابن مريم، ولا في غيره لأحد من المسلمين" [الأم للشافعي 4/210].

وقال أبو بكر الكاساني الحنفي: "لا يُمكّنون من إظهار صليبهم في عيدهم، لأنه إظهار شعائر الكفر، فلا يمكنون من ذلك في أمصار المسلمين. ولو فعلوا ذلك في كنائسهم، لا يُتعرض لهم. وكذا لو ضربوا الناقوس في جوف كنائسهم القديمة لم يتعرض لذلك، لأن إظهار الشعائر لم يتحقق. فإن ضربوا به خارجاً منها، لم يمكنوا منه لما فيه من إظهار الشعائر" [بدائع الصنائع للكاساني 7/ 114].

وقال الحطاب المالكي: "قال ابن حبيب: يمنع الذميون الساكنون مع المسلمين إظهار الخمر والخنزير، وتكسر إن ظهرنا عليها، ويؤدب السكران منهم. وإن أظهروا صلبهم في أعيادهم واستسقائهم، كُسِرَت وأُدّبوا" [التاج والإكليل؛ الحطَّاب المالكي4/602].


الرسالة الثالثة:

الرد على من يقول: نحن نشارك النصارى أعيادهم لكننا لا نرضى عقائدهم؟

قال الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18].

وقال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:77].

وعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تعالى: {كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا} [أخرجه البخاري في صحيحه].

ولو أنَّك بحثت عن أصل شجرة الميلاد لوجدت أنَّ أول من استخدم الشجرة هم الفراعنة والصينيون والعبرانيون كرمز للحياة السرمدية، ثم إنّ عبادتها قد شاعت بين الوثنيين الأوربيين وظلوا على احترامها وتقديسها حتى بعد دخولهم في المسيحية، فأصبحوا يضعونها في البيوت ويزينونها كي تطرد الشيطان أثناء عيد الميلاد [دائرة المعارف البريطانية 3/284].

قال ابن تيمية رحمه الله: "أعياد المشركين جمعت الشبهة والشهوة والباطل، ولا منفعة فيها في الدين، وما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى ألم؛ فصارت زورًا، وحضورها شهودها" [اقتضاء الصراط المستقيم 1/183].

وقال السيوطي: "أعياد اليهود أو غيرهم من الكافرين أو الأعاجم والأعراب الضالين لا ينبغي للمسلم أن يتشبه بهم في شيء من ذلك ولا يوافقهم عليه" [الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص145].


الرسالة الرابعة:

سؤال وجواب: هل نقبل هدايا النصارى في أعيادهم ؟!

سألت امرأة عائشة رضي الله عنها قالت: إن لنا أظآرا من المجوس وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا؟ فقالت: أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ولكن كلوا من أشجارهم [مصنف ابن أبي شيبة 8/88].

وكان لأبي برزة رضي الله عنه سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان؛ فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة فكلوه وما كان من غير ذلك فردوه [مصنف ابن أبي شيبة 8/88].

وكان مُفتي قرطبة العلاَّمة محمد بن عتَّاب الأندلسي يَنْهَى عن أَكْلِ لُحومِ ما ذُبِحَ لأَجْلِ يومِ النَّيروز، ويقول: هو ممَّا أُهِلَّ بِهِ لغيرِ اللهِ تعالى، ويكرهُهُ أَشَدَّ الكراهة ولا يُحِبُّهُ - أو قال: - ولا يُبِيحُهُ [الممتع للسوسي ص 38].

فيتأكد عدم جواز قبول ما هو من المحرَّمات كالخمر أو الخنزير أو ما ذبحوه على غير ما ذُكِرَ فيه اسم الله.

بل ولا يجوز للمسلم أن يهدي للمسلم هدية لأجل هذا العيد، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالِفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته، خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم، مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم، وكذلك أيضا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد، لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه" [اقتضاء الصراط المستقيم 1/227].


الرسالة الخامسة:

من الشبه: قول القائل: نحن نحضر بنيَّة صالحة، ولا نتبنَّى مقاصدهم ونيَّاتهم !!

يقولون: نحن نقصد بحضورنا حسن الجوار (وشركاؤنا في الوطن)، أليس الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «إنَّما الأعمال بالنيات»؟

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «اجتنبوا أعداءَ الله اليهود والنصارى في عيدهم يوم جمعهم؛ فإنَّ السخط ينزل عليهم؛ فأخشى أن يصيبكم» [شعب الإيمان للبيهقي (8940)].

قال الإمام الذهبي: "فإنْ قال قائلٌ: إنَّا لا نقصد التَّشبُّه بهم، فيقالُ له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرامٌ، بدليل ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه «نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّها تَطلُعُ بين قرنَي شيطان، وحينئذ يسجد لها الكُفَّارُ»، والمصلي لا يقصِدُ ذلك، إذ لو قصده كَفَرَ، لكنَّ نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام" [تشبيه الخسيس بأهل الخميس].


الرسالة السادسة:

شبهة وجوابها: يهنئوننا بأعيادهم؛ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

هذا قول باطل؛ لأن من أصول ديننا الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين، والتهنئة لا يُمكن أن تصدر لمن لا نرضى عن عقيدتهم ولا نُقِرُّهم عليها لما فيها من كفر وشرك، ولن تصدر التهنئة إلاَّ من مودَّة قلبيَّة حقيقيَّة، والحق يُقال: إنَّه لا تُوجد مودَّة قلبيَّة حقيقيَّة من المسلمين للنصارى ولا من النصارى للمسلمين، ومن قالوا عن الله إنَّه ثالث ثلاثة فلا يُمكننا أن نعقد لهم روح المحبة والمودة.

فكيف نُجيز تهنئة النصارى مِمّن تقوم عقيدتهم على الكفر والشرك؛ ويُقيمون عيداً في عيد مولد عيسى ابن مريم ويزعمون أنّه ولد لله؛ والله تعالى قد استنكر هذا القول وقال: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا *أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} [مريم:89-91]، فالتهنئة لهم بهذه الحالة لا يُمكن أن تصدر لمن لا نرضى عن عقيدتهم ولا نُقِرُّهم عليها لما فيها من كفر وشرك!

ثمّ إنّ القول بتهنئة النصارى بأعيادهم قولُ يخالف إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولن يستطع أحد منهم أن يأتي بقول لصحابي أو تابعي إلى عصور متأخرة؛ بجواز تهنئة النصارى أو الكفار بأعيادهم.

وللعلم فالكنيسة الأرثوذكسية لا تهنئ الكنيسة الكاثوليكية بأعياد الميلاد، فكل طائفة تكفِّر الأخرى، وتعتبرها ليست على دين المسيح، فلا يُلام المسلم على ذلك.


تعليقات