img
img

معارضة نصوص الوحيين [3] الخلل المتستر

img
منصة كلنا دعاة

معارضة نصوص الوحيين [3] الخلل المتستر

بقلم: محمد أحمد يوسف

كم مِن مُدعٍ للتسليم لنصوص الوحيين يقارن نفسه ويضعها في مصافِ الرعيل الأول والسلف رضوان الله عليهم، وحلقه يغُصُ عند الحديث على قضايا أجمع عليها اْئمة الإسلام كحدِّ الردة وأحكام السلطان وحجاب المرأة.

يقول الله جل وعلا: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:47 - 51].

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "فسبحان الله! كم من حَزازةٍ في قلوب كثير من الناس من كثير من النصوص وبوُدِّهم أن لو لم تَرِدْ؟ وكم من حَرَارة في أكبادِهم منها؟ وكم من شَجى حُلوقِهم من موردها؟

ستبدُو لهم تلك السرائر بالذي ... يَسُوءُ ويُخْزِيْ يومَ تُبلَى السَّرائرُ" [الرسالة التبوكية].

ويقول كاشفاً خبيئة أخرى من خبايا النفوس: "‌كل ‌من ‌عارض ‌بين ‌الوحي ‌والعقل وردَّ نصوص الكتاب والسُّنَّة بالرَّأي ـ الذي يُسمِّيه عقلًا ـ لا بد أن يبغض تلك النصوص المخالفة لعقله ويُعاديها، ويود أنها لم تكن جاءت، وإذا سمعها وجد لها على قلبه من الثقل والكراهة بحسب حاله، واشمأز لها قلبه، والله يعلم ذلك من قلوبهم، وهم يعلمونه أيضًا، حتى حمل جهمًا الإنكارُ والبُغْض لقوله: {اَلرَّحْمَنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوى} [طه: 4] على أن قال: لو أمكنني كَشْطها من المصحف كشطتها" [الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - 2/ 667].

فضلًا.. أعِد قراءة الآيات مرة أخرى وتلمس محيطك؛ ستجد أنه يعج بالانهزام الفكري، وبكمٍ هائلِ من الحرج والضيق للحديث عن الإسلام.

من صور الخلل المتستر: فئام مرقوا من الدين يرفعون شعار التسليم ومسايرة الوحيين، وفي نفوسهم شجنٌ وولعٌ لا ينطفئ إلا بتغيير معانيهما، زعماً بأن المصالح والمنافع للعباد قد تغيرت بتغير الزمان والمكان، وأن هذا من فقه الواقع، ومن إعمال الأحكام بدلاً من إبطالها!!

للحديث بقية - - -

تعليقات