إسحق محمد إدريس - صحفي وكاتب سوداني
من منظور ما يجري في هذه الأيام من اهات ومناكفات بين ساسة الوطن الغير وطنيون وما تم من مخرجات خلال ورشة الإصلاح الأمني الذي أنتهي إلي لا شئ يؤدي إلى توافق وطني لإدارة الحكم في ظرف عامين ، من خلال هذه المعطيات والتقلبات المزاجية الفردية دون المؤسسية التي نراها مشاركة الادارات الاهلية في العمل السياسي لكسب مزيد من الوقت والمراوغة دون إنجاز أي ملف ولو زريبة أغنام ناهيك من مسؤولية جمهورية السودان العريض…!!
غياب الفكر التنموي وتبادل الخبرات من الكفاءات العلمية في جميع المجالات المختلفة وعدم المحاسبية والرقابة للدواليب الحكومة بصورة دورية لمعرفة ما يدور داخل هذه المؤسسات كانت السبب طيلة الثلاثون عام المضي .
كيف ندير شئون الدولة بعيداً من التشاكسات الفردية الخاصة وإدخالها في سيادة الدولة….؟!!.
مابين تأجيل موعد الاتفاق وجس نبض الشارع من رافضٍ للعملية التوقيع المزمع توقيعه يوم الاربعاء القادم وضغوطات أمريكية وإتصال هاتفي بين برهان ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في وما دار بينهما كان لها الأثر من رضوخ وجلوس الأطراف لطي ملف ملئ بالاشواك الشائكة يصعب التخطي دون تأني …!.
ومازال الشد والجذب جاري ولم نصل الي مرحلة النضج السياسي ولم نفرق ما بين عام يخص إسم السودان ومابين ممتلكات الخاصة هذه أكبر مصيبة تمر علي الشعب و من أسوأ المراحل التي فيها المزج والخلط بطريقة سافرة في شئون الدولة جعلت العالم في حيرة من أمرنا نكاد أن لا نفقة شئٌ كأننا في العصر الحجري بأدمغة حجرية..!
كلما تأزمت الأوضاع الداخلية في اختلاف الآراء ظهرت الكروت المخفيه الضاغطة المؤيدة لطرف دون الاخر لتنفيذ أجندة تخص مصالحهم الخاصة وإذا لم يتم ذلك يظهرون بالدور البطولي بإغلاق الشرق او الغرب او او ……الخ .
ومن العجب العجاب قال أحد من الإدارات الأهلية يمكن اغلاق العاصمة القومية اذا تم التوقيع على الإطاري ..!!.
هل العاصمة القومية مسجلة في شهادة بحث بأسم شخص معين ان وجد أين ومتي كان …؟!..
هل الذين يمكثون في ولايات السودان المختلفة لهم الملكية المطلقة في شئون الولاية دون سيادة السودان فهمونا ان كان هنالك شئ مبهم في هذا الشأن…؟!..
من الذي أعطي الحق الأبدي لإنسان هذه الولاية لكي يفعل كما يشاء ؟!..
أم نحن خارج منظومة المؤسسية التي بنيت بها أمم وارتقت ..؟!..
الأدوار التي يلعبها الادارات الاهلية ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة حتى الآن وخروجها من الخط الاجتماعي و اقحامه في العملية السياسية بهذه الطريقة العبثية دون تقديم أوراق علمية لحلول المشاكل فقط وجوده كومبارس في الساحة والمساحة تزيد من تعقيد المسائل السيكلو سياسية وتأخذ منحى عاطفي وجيبولوتيك وتخرج من الخط المألوف ، ويؤدي ذلك إلى تعكير الاجواء بدلاً من وتلطيفها وتسييرها نحو النفق الذي لم يضئُ بعد…!!
جاء الوقت لبتر هذا الكابوس الاثني الذي يمزق النسيج الاجتماعي المعهود بالترابط والتعاضد منذ ألاف السنين لا تجعلوه عتمة وعقبة في طريقنا يهدم كل جميل ..!
نحن ما زلنا نلهث علي اللبن المسكوب في الرمال…..!
اكتب مراجعة عامة