img
img

سلسلة خطوات نحو نهوض الأمة واستعادة عزها ومجدها

img
منصة أفق السياسة

سلسلة خطوات نحو نهوض الأمة واستعادة عزها ومجدها


أولًا: تشكيل حراك سري والهجرة الى الله

بعد أن بيّنا الخطوات الأولى من بناء الأمة وأسباب نهوضها في عقيدتها؛ فلا يمكن أن نغير تغييرا  حقيقيا  مالم يكن هناك شباب يشد بعضه بعضاً ويذكّر بعضه بعضاً ؛

 والدين في إقامته يحتاج إلى روح الجماعة  

ولايمكن أن تُقام شرائعه و مظاهره بشكل فردي، بل الإسلام روحٌ دعوته جماعية، وقائم على الجماعة

فكان لا بد من أن يكون هناك حراكاً صحوياً كبيراً، يجمع روح الغيورين وقوة المصلحين ودهاء المصطفين. 

 

فالأمة تحتاج إلى نواة 

 كتلة تنظيمية تتجمع حولها، وتشعل نورها ،وتنير طريقها، وتصنع ،مجدها. 

 

 بحاجة إلى راية يتجمع أهل التوحيد عليها، وراية صادقة صحيحة يلتفوا حولها  

 

الأمة بأكملها تنتظر من يقيم أمرها، ومن يعيد عزها فإذا تسامعت بشروق فجر الأمل أتت من كل فج عميق. 

 

اليوم الأمة الإسلامية تحكمها قيود الجاهلية الثانية، و تطبق عليها قوانين وأعراف وأنماط حياة يصعب مخالفتها، وللجهل و الإجرام و الطاغوتية سطوة وجدار يصعب كسرها ؛

 

[[ ولهم  قوة على الواقع وعلى المشهد وعلى  الأمة ؛ فبمجرد أن يشعروا أن هناك قوة تهدد نفوذهم وكيانهم فسرعان ما سوف يستأصلون شأفتها ، ويبيدون خضرائها ، ويطفئون نورها ]]

 

(لا أدري إن كانت الفكرة مطابقة للتصحيح، بين المعكوفات الأربع)

 

وللكفر ومؤسساته ودوله العميقة ومؤسساته الماسونية، سيطرة ونفوذ على الدول والإعلام، والاقتصاد والسياسة والمناهج. 

 لم تكتف بتحريك وكلائها لمواجهة أي حراك صحوي إسلامي، بل صنعت خططاً وبرامج لإنهاء أي احتمال لظهور الإسلام من جديد عبر أي حراك إسلامي.

 

فكان لابد بدايةً، أن يكون الحراك سريّاً حتى يقوى ويكبر ويشتد ؛ و أن يدخل فيها العلماء والعقلاء، والمؤثرون ، وكل طاقات المجتمع ، وكل أصناف الصادقين .

 

ولا تتوقف الأمة عند العمل السري فقط؛

  و لتأخذ في البداية المنهجَ المكي من تصحيح العقيدة، وغرس التضحية والاستبسال لإقامة دين الله والاستعداد للمواجهة، و التصفية والتربية  

 

ثانيًا: الهجرة إلى الله

 

((هذي الخطوة مستنبطة من فقه الاستضعاف من الفترة المكية عندما بدأ الرسول - والطاغوتية لها سطوة وقوة - فكان من حكمة الرسول صلى الله وعليه وسلم أن يكون الحراك سريّاً في البداية وذلك بتخصيص دار الأرقم ابن ابي الأرقم )) 

 

وقد يفهم البعض أننا بهذا نؤسس جماعة جديدة وتياراً جديداً في الأمة، وهذا فهم خاطئ  

 

إنما عبارة عن تعاون على البر والتقوى والاجتماع من أجل الله لأجل نصر دين الله وتطبيق أوامره  

 

وبعد تحقيق الاجتماع ووضع أساس نواة الأمة ، وبذل الجميع قصارى  جهدهم في سبيل تطبيق الإسلام  في النفس والأسرة والمجتمع ؛ فإذا حال المجرمين وأصحاب النفوذ وأرباب الإجرام بين أهل الحق  وبين إقامة أمر الله 

 

 وظواهر (؟) الإسلام أوجبت الهجرة إلى أرض الله حتى يتكون مجتمع مسلم يمتلك فيه أهل الحق زمام أمورهم ويعبدون الله بحريتهم  

قال الله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفّٰىهُمُ الْمَلٰٓئِكَةُ ظَالِمِىٓ أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى الْأَرْضِ ۚ قَالُوٓا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وٰسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولٰٓئِكَ مَأْوٰىهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا} 

[سورة النساء: 97

 

قال عليه الصلاة وسلام ((لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)) أحمد والنَّسائي

 

ويدخل في ذلك هجرة القلب من التعلق بملذات الدنيا إلى التعلق بكمال الملكوت 

 

 الهجرة من المعاصي إلى الطاعة

الهجرة من البدعة الى السنة 

 الهجرة من الشرك والطاغوتية الى التوحيد والحنيفية 

 الهجرة من الشهوات والشبهات إلى الاستقامة والعبادات  

 

ولن تعود الأمة لسابق عزها وهي لم تلتزم بدينها ولم تستقم على وحي ربها  

{وَأَلَّوِ اسْتَقٰمُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰهُم مَّآءً غَدَقًا} 

[سورة الجن: 16

 

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتٰبِ ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنٰهُمْ جَنّٰتِ النَّعِيمِ} 

[سورة المائدة: 65

 

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرٰىٓ ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكٰتٍ مِّنَ السَّمَآءِ وَالْأَرْضِ وَلٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنٰهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} 

[سورة الأعراف: 96


والله أجل وأعلم  

وإلى حلقة قادمة جديدة إن شاء الله

تعليقات