img
img

معارضة نصوص الوحيين [7] سؤال مكرر

img
منصة كلنا دعاة

معارضة نصوص الوحيين [7] سؤال مكرر

بقلم محمد أحمد يوسف

علاقة طردية متلازمة، "من كان عالماً بالله اشتدت خشيته له"؛ إذ ليست المعرفة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم دعوى يمكن أن تلوكها الألسنة، بل هي تحقيق لاتباع أوامره واجتناب نواهيه، والتخلي عن التقدم بين يديه.

يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر:28]

ويقول المبرد: "فجعل عزّ اسمه العالِمين بحدوده هم الخائفين من عقابه، وأوليائه وأهل طاعته، ثم أفضل العلم ما عمل به، وانتفع بثمرته، فإنه يقال: إن أبعدهم من الله عالم لا ينتفع بعلمه" [الفاضل (ص2)]

ويقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)) [رواه البخاري ومسلم].

ويلخص ابن القيم الموقف بسؤال مكرر: "وَلَقَدْ خَاطَبْتُ يَوْمًا بَعْضَ أَكَابِرِ هَؤُلَاءِ. فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ. لَوْ قُدِّرَ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‌حَيٌّ ‌بَيْنَ ‌أَظْهُرِنَا. ‌وَقَدْ ‌وَاجَهَنَا ‌بِكَلَامِهِ وَبِخِطَابِهِ. أَكَانَ فَرْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَتْبَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَى رَأْيِ غَيْرِهِ وَكَلَامِهِ وَمَذْهَبِهِ، أَمْ لَا نَتْبَعَهُ حَتَّى نَعْرِضَ مَا سَمِعْنَاهُ مِنْهُ عَلَى آرَاءِ النَّاسِ وَعُقُولِهِمْ؟

فَقَالَ: بَلْ كَانَ الْفَرْضُ الْمُبَادَرَةَ إِلَى الِامْتِثَالِ مِنْ غَيْرِ الْتِفَاتٍ إِلَى سِوَاهُ.

فَقُلْتُ: فَمَا الَّذِي نَسَخَ هَذَا الْفَرْضَ عَنَّا؟ وَبِأَيِّ شَيْءٍ نُسِخَ؟

فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ عَلَى فِيهِ. وَبَقِيَ بَاهِتًا مُتَحَيِّرًا. وَمَا نَطَقَ بِكَلِمَةٍ.

هَذَا أَدَبُ الْخَوَاصِّ مَعَهُ. لَا مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ وَالشِّرْكِ بِهِ!!" [مدارج السالكين (2/ 366)].

وصدق الله جل وعلا: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون:73 - 74].

فإلى كل من يدعي العلم بالله نقول له: أين الخشية؟

وإلى كل من يدعي الحرص على إقامة الشريعة والدين نقول له: أين دليل المعرفة  بالله تعالى؟

وإلى كل من يدعي أن الشريعة ترعى المصالح الإنسانية وتذهب مع الواقعية كل مذهب وتختلف باختلافهما نقول: {قُلْ أَأَنْتُمْ ‌أَعْلَمُ ‌أَمِ ‌اللَّهُ}!

ختاما: يقول الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257].

فالله ‌"يهدي من اتبع رضوانه ‌سبل ‌السلام فيخرج عباده المؤمنين من ظلمات الكفر والشك والريب إلى نور الحق الواضح الجلي المبين السهل المنير، وأن الكافرين إنما وليهم الشياطين تزين لهم ما هم فيه من الجهالات والضلالات، ويخرجونهم ويحيدون بهم عن طريق الحق إلى الكفر والإفك، ولهذا وحد تعالى لفظ النور وجمع الظلمات؛ لأن الحق واحد والكفر أجناس كثيرة وكلها باطلة" [تفسير ابن كثير].

تعليقات

الكلمات الدلالية