محمد أحمد يوسف
يبدأ
الأمر بسباق، يعقبه تنافس وجموح طامح للظهور الإعلامي - في القنوات أو شبكات
التواصل - والتربع على كرسي الوهم المبني من فضاء المتابعين والمعجبين، يتبع ذلك
حرص على إرضاء الجمهور، والخوف من ذوبان القمة الشمعية التي بنيت من خلال إرضائهم،
وركوب موجة "أبا شبر"!
قال
الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ
بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ
شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].
كانت
هذه الآية هي آخر ما كتبه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى هرقل الذي خدعه
سراب الملك عن رؤية الحق.
قال
ابن القيم شارحاً الموقف ومحللاً ما تنطوي عليه النفوس: "فإن انضاف إلى ذلك
خوفه من أصحابه وعشيرته وقومه على نفسه وماله وجاهه كما وقع لهرقل ملك النصارى
بالشام على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ازداد المانع من قبول الحق قوة
فإن هرقل عرف الحق وهمَّ بالدخول في الإسلام فلم يطاوعه قومه وخافهم على نفسه
فاختار الكفر على الإسلام بعد ما تبين له الهدى" [هداية الحيارى ص16].
إشكالية
كبيرة تعيش فيها النفوس صراعاً خفياً بين محاولة البقاء على المجد السالف ومحبة أن
تضم إليه مجداً آخر، في حين أحدهما يعارض الآخر.
روى
الإمام أحمد في مسنده من حديث كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى
الله عليه وسلـم قال: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ، بِأَفْسَدَ
لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» [(25 /62)
برقم 15784].
وما
أجمل شفافية ومصارحة عبارة العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله حين قال:
"أن يكون قد صار في الباطل جاه وشهرة وعيشة؛ فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل؛
فتذهب تلك الفوائد" [القائد إلى تصحيح العقائد ص 202].
للحديث
بقية - - -
اكتب مراجعة عامة