منصة أفق السياسة
السياسة العامة للأشرف خليل بن قلاون وإجلاء الصليبيين من بلاد الشام
اعداد الباحث : أ. منذر سمير علي أبو صلاح
- تخصص: التاريخ فرعي علوم سياسية
المقدمة
:
- تولى صلاح الدين خليل بن
قلاون السلطنة بعد وفاة أبيه المنصور قلاون، وتلقب ب " الأشرف " في ٧ ذي
القعدة ٦٨٩/١٢٩٠. وكان أول عمل قام به هو التخلص من نائب السلطنة حسام الدين
طرنطاي، ثم تابع العمل الذي بدأه أبوه في
الاستعداد لدخول عكا ، تمهيداً لإجلاء الصليبيين عن المشرق العربي الإسلامي.
-
- السياسة
العامة للأشرف:
-
- أ- تحرير عكا (الجمعة ١٧ جمادي الثانية ٦٩٠/١٨أيار ١٢٩١):
-
- أعد الأشرف خليل حملة
كبيرة من عشرين ألفاً تدعمها آلات الحصار، حيث استخدم اثنين وتسعين منجنيقا من
بينهما منجنيق عظيم يسير على مائة عجلة سمي "المنصوري". وكان قد تجمع في
عكا ما بين ثلاثين إلى أربعين ألفا من الصليبيين. بدأ الحصار في ٦٩٠/١٢٩١، ليستمر
شهرا ونصف الشهر. ثم دخل الأشرف خليل إلى عكا يوم الجمعة في ١٧ جمادي الثانية
٦٩٠/١٨ أيار ١٢٩١، بعد قتل وأسر الكثير من الصليبيين ، في حين تمكن البعض من
الفرار بحرا، وفي مقدمهم ملك قبرص هنري لوزينان وصاحب جبيل. ثم أمر الأشرف خليل بهدم
عكا.
-
- ومن المصادفات أيضاً أن
يستعيد الأشرف خليل مدينة عكا بعد قرن كامل، وفي نفس اليوم والشهر على سقوطها بيد
الصليبيين الذين استولوا عليها من صلاح الدين الايوبي في يوم الجمعة ١٧ جمادي
الثانية ٥٨٧/١١٩١.
-
- كانت معركة عكا ، آخر المعارك
الفاصلة في الحروب الصليبية التي عرفها المشرق العربي الإسلامي طيلة قرنين من
الزمان.
-
-
- ب-تحرير بيروت( ٢٢رجب
٦٩٠/١٢٩١):
-
- بعد تحرير عكا دب الخوف والرعب في قلوب الصليبيين ، وفي خلال سبعة وأربعين يوماً،
تسلم الأشرف خليل ونائبه في الشام الأمير سنجر الشجاعي جميع المدن الساحلية
المتبقية بيد الصليبيين. فقد سير الأميرين علم الدين الداودي وشرف الدين الجاكي
إلى جبيل، كما سير الأمير علم الدين سنجر الجاشنكير إلى صور فدخلها بعد أن لاذ
سكانها بالفرار. ثم دخل المماليك إلى صيدا.
-
-
- دخل الأمير سنجر الشجاعي إلى بيروت ٦٩٠/١٢٩١. ثم جمع سكانها من الصليبيين
والنصارى وأغلبهم من طائفة الموارنة، وارسلهم إلى دمشق ومنها إلى مصر. وفي مصر قام
الأشرف خليل بإطلاق سراحهم وخيرهم بين العودة إلى بيروت أو التوجه إلى جزيرة قبرص،
فتوجهوا جميعاً إلى قبرص، حيث لهم فيها أسقفا ومقعدا نيابيا خاصا بهم. وبذلك انتهى
حكم أسرة ايبلان الصليبية في بيروت.
-
-
- ثم اخلى الصليبيون حيفا
وعتليت، كما اخلوا الصرفند. وقد أمر الأشرف خليل بهدم أسوار وتحصينات هذه المدن
جميعاً، حتى لا يعاود الصليبيون الاستيلاء عليها والتحصن فيها من جديد بعد أن فروا
إلى جزيرتي قبرص ورودس.
-
ومن سخرية التاريخ
المملوكي، أن ينتهي الأشرف خليل بن قلاون قتيلاً على يد أمرائه سنة ٦٩٢/١٢٩٣، وهو
الذي أنجز المهمة التي بدأها صلاح الدين الأيوبي باسترداد القدس قبل قرن، والتي
تابعها سلاطين المماليك ، قطز وبيبرس وقلاون، والقاضي بإجلاء الصليبيين نهائيا عن
أرض المشرق العربي الإسلامي.
المراجع:
المقريزي: السلوك لمعرفة
دول الملوك.
ابن ايبك الدواداري: كنز
الدرر وجامع الغرر.
ابن تغري بردي : النجوم
الزاهرة.
أبو الفداء: المختصر في
تاريخ البشر.
صالح بن يحيى: تاريخ
بيروت.
اكتب مراجعة عامة