ترامب والدول العربية: هل يكون دافعًا
للوحدة أم لتعميق الانقسام؟
مقدمة
لطالما لعبت السياسة الأمريكية دورًا
حاسمًا في تشكيل الواقع الجيوسياسي في العالم العربي ومع
عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم، تتجدد التساؤلات حول تأثير
سياساته على المنطقة، فبعد تجربة سابقة اتسمت بالضغط الاقتصادي، وإعادة تشكيل
التحالفات، ودفع الدول العربية نحو مسارات جديدة، يبقى السؤال:
وصول دونالد ترامب إلى الحكم، يطرح سؤالاً مهماً:
- هل يمكن أن تكون سياسات ترامب سببًا في اتحاد
الدول العربية؟
قد يبدو الأمر غير متوقع، لكن التاريخ يثبت أن بعض التحركات الخارجية كانت دافعًا لتقارب الدول العربية، خاصة عندما تواجه تهديدًا مشتركًا. فهل يمكن أن يكون نهج ترامب الجديد عاملًا يوحد العرب، أم أن الانقسامات العميقة ستظل العائق الأساسي أمام أي تقارب حقيقي؟
- سياسات ترامب تجاه الدول العربية
اعتمد ترامب خلال رئاسته (2017-2021م)
على نهج غير تقليدي في تعامله مع الدول العربية، تمثل في عدة سياسات رئيسية:
✅
التطبيع مع إسرائيل عبر "اتفاقيات أبراهام"، مما أحدث
انقسامًا عربيًا حول العلاقات مع إسرائيل.
✅
الضغط الاقتصادي والسياسي على إيران، مما دفع بعض الدول العربية إلى
التعاون لمواجهة النفوذ الإيراني.
✅
الاستفادة الاقتصادية من الدول العربية، حيث عقد صفقات أسلحة
واستثمارات ضخمة مع دول الخليج.
✅
تقليل الوجود العسكري الأمريكي ودفع الدول العربية لتحمل المزيد من الأعباء
الأمنية.
- هل تؤدي سياسات ترامب إلى تقارب عربي؟
رغم أن سياسات ترامب ساهمت في خلق
استقطاب حاد، إلا أنه من الممكن أن تؤدي بعض تحركاته إلى تعزيز التعاون
العربي في حالات معينة:
- مواجهة
تهديد مشترك: إذا تبنى ترامب سياسات تؤثر سلبًا على الأمن
القومي العربي، فقد يدفع ذلك الدول العربية إلى التعاون لمواجهتها.
- تقليل
الاعتماد على أمريكا: إذا زادت الضغوط الأمريكية، فقد تسعى بعض الدول
إلى البحث عن تحالفات إقليمية بديلة.
- التنسيق
الأمني والسياسي: قد تدفع سياساته بعض الدول إلى توحيد جهودها
لمواجهة التحديات الخارجية.
⚠️ العوائق أمام الوحدة العربية
رغم وجود دوافع محتملة للتعاون
العربي، إلا أن هناك عدة تحديات تمنع تحقيق الوحدة، مثل:
❌
الخلافات السياسية بين الدول العربية حول القضايا الإقليمية.
❌
المصالح الوطنية المتباينة التي تجعل من الصعب الاتفاق على رؤية موحدة.
❌
غياب الإرادة السياسية الحقيقية لتحقيق وحدة عربية فعلية.
- خلاصة واستنتاج
هل يمكن أن يكون ترامب سببًا في توحيد
العرب؟
✅
ربما، إذا أدت سياساته إلى خلق تهديد
مشترك يستدعي التنسيق العربي.
❌
لكن بدون إرادة سياسية قوية
ورؤية استراتيجية مشتركة، ستظل الانقسامات أقوى من دوافع الوحدة.
- السؤال
الأهم:
هل يمكن أن تتغير مواقف الدول العربية
في المستقبل وتحقق تقاربًا أكبر بغض النظر عن ترامب؟ ????
✍ بقلم د. ياسر قطب
دكتوراة إدارة
الأعمال وماجستير علم النفس ومستشار التحكيم التجاري الدولي
- خبير إدارة واستشاري أعمال وتطوير مؤسسي
- أخصائي صحة نفسية وتعديل السلوك
- مستشار التحكيم التجاري الدولي
- باحث في علوم الإدارة والذكاء الإصطناعي وعلم
النفس والقانون وتكامل العلوم والقانون
للتواصل: [0097470987620
اكتب مراجعة عامة