img
img

عام من الحرب على غزة: نزوح متكرر ومعاناة لا تنتهي في ظل صمت دولي مخزٍ

img
منصة أفق السياسة

عام من الحرب على غزة: نزوح متكرر ومعاناة لا تنتهي في ظل صمت دولي مخزٍ

الدكتور رامز مهدي محمود عاشور

أستاذ القانون العام في الجامعات الفلسطينية

مرت سنة كاملة على بدء الحرب على غزة، ومازال السكان خلالها يعانون من مآسي لا تُحتمل.

حيث أصبح النزوح المتكرر والمأساوي جزءًا من حياتهم اليومية، اذ الانتقال من مكان إلى آخر أكثر من عشر مرات، في محاولة يائسة للبحث عن ملاذ آمن يحميهم من ويلات القصف المستمر، لكن مع مرور الوقت، لم تعد هناك أماكن آمنة، ووجد الآلاف من الفلسطينيين أنفسهم يعيشون في خيام مؤقتة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.

ان الحياة في الخيمة ما هي إلا معاناة شديدة متواصلة، مع شح مياه الشرب النظيفة وندرة الغذاء، الأمر الذي جعل الحياة  أكثر قساوة و مأساوية حيث تسعى الأسر  بكل قوتها محاولة البقاء على قيد الحياة لليوم التالي.

ناهيك عن الأمراض التي باتت تنتشر بسرعة بين الأطفال الذين أنهكهم سوء التغذية والحرارة الشديدة في ظل هذه الظروف القاسية. 

ولا زالت تتفاقم مشكلات الصحة العامة من خلال انتشار الأوبئة والأمراض بسرعة كبيرة في ظل عدم وجود الرعاية الصحية الكافية،  وشح با عدم وجود الأدوية ناهيك عن المستشفيات المدمرة التي باتت لا تستطيع استقبال الأعداد الكبيرة والمتزايدة من المصابين و المرضى.

و قد شكل غلاء أسعار المواد الغذائية إلى جانب الأزمة الصحية  كارثة و ضغطًا إضافيًا مأساويا على كاهل العائلات الغازية التي فقدت مصادر قوت اطفالها، ما جعل من الصعب على العديد من العائلات تأمين ابسط احتياجاتها اليومية، الأمر الذي جعل البقاء على قيد الحياة تحديًا لا يمكن تصوره.

ووسط هذه الكارثة الإنسانية الخطيرة والمأساوية، تقف المنظمات الدولية والدول الكبيرة مكتوفة الأيدي، عاجزة عن اتخاذ أي خطوات فعلية لإنهاء حرب الإبادة التي لازالت تستهدف شعب غزة الأعزل.

فكل النداءات المتكررة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لم تلقَ استجابة تُذكر، بينما تستمر آلة الحرب في حصد المزيد من الأرواح وتدمير المزيد من البنية التحتية.

وأقول وللأسف الشديد أن العديد من الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة، اختارت الصمت أو الاكتفاء بإصدار بيانات شجب واستنكار، دون اتخاذ أي خطوات عملية لحماية المدنيين أو العمل على وقف هذه الإبادة الفاشية.

أقول إن هذا الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم المرتكبة بحق شعب غزة، يشكل خيانة لمبادئ الإنسانية والعدالة، ونؤكد على أن هناك تواطؤًا ضمنيًا يسمح لهذه الجرائم بالاستمرار دون عقاب.

في ظل هذا الوضع المأساوي، لا يجد سكان غزة من يسندهم سوى الله عز وجل وصمودهم وثباتهم وإيمانهم بأنهم يدافعون عن حقهم في الحياة والكرامة. 

ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى تحرك دولي عاجل أمرًا ملحًا، فالعالم لا يمكنه الاستمرار في تجاهل هذه المأساة الإنسانية.

و يجب على المجتمع الدولي أن يتجاوز تلك التصريحات الجوفاء ويتحمل مسؤولياته الكاملة في وقف هذه الحرب الوحشية، والعمل على تقديم كل الدعم الفعلي للسكان المتضررين، لأن استمرار هذا الوضع لا يعني سوى المزيد من المأساة والمعاناة والدمار.



تعليقات

الكلمات الدلالية