img
img

غزة ملحمة الصمود والإرادة في وجه الحرب الإبادة

img
منصة أفق السياسة

غزة ملحمة الصمود والإرادة في وجه الحرب الإبادة

د. رامز مهدي محمود  عاشور

أستاذ القانون العام في الجامعات الفلسطينية

تحت وابل القصف ووسط أنقاض البيوت المدمرة، سطر أهل غزة، أولئك الذين صاغوا بدمائهم وبصمودهم أروع صفحات البطولة والتحدي في وجه حرب إبادة جماعية، ارتكبتها إسرائيل أمام أنظار العالم بأسره. 

ورغم فداحة الجريمة وبشاعتها، اكتفى العالم بإصدار التصريحات والتنديدات التي لم ترتقِ إلى مستوى المأساة، بينما الفلسطينيون، بكل فئاتهم، وقفوا بشموخ ليعلنوا بصوت واحد: "لن نساوم، ولن نرحل، وأرضنا ستظل لنا، وهذا العدو إلى زوال."

حرب لم تشهد البشرية في تاريخها الحديث مثيلاً لها، من حيث القسوة والظلم الذي أُلحق بأبناء هذا الشعب الصامد.

حمل الفلسطيني في قلبه إيمانًا لا يتزعزع بعدالة قضيته، وبأن المقاومة هي السبيل الوحيد نحو الحرية, في هذه اللحظات، كان الفلسطينيون يتسلحون بإرادة فولاذية، مدركين أن كفاحهم ليس مجرد معركة عابرة، بل نضال مستمر من أجل البقاء والكرامة.

وفي خضم هذه المعركة، تردد كلمات الشهداء على ألسنة الأمهات والآباء: "كفكفوا الدمع، فإني لم أمت، بل ما زلت حيًا في قلوبكم، وصعدت إلى المجد الأعلى." هؤلاء هم شهداء غزة الذين صنعوا بدمائهم الطاهرة طريق الحرية، معتبرين جراحهم وسامًا على صدورهم، والشهادة غاية نبيلة تليق بمن نذروا حياتهم لأجل الوطن.

في غزة، حيث الألم يخترق النفوس والحزن يسكن القلوب، تظل هناك إرادة لا تُقهر، وعزيمة تتحدى كل الصعاب. لقد رفض أهل غزة عيشة الذل والخنوع، واختاروا الصبر على المحن، وواجهوا العدوان بروح لا تعرف الاستسلام، مؤمنين بأن الشهادة ليست نهاية الحياة، بل هي بداية لحياة جديدة في عالم الخلود.

ذهب الشهداء غدرًا، لكنهم لم يرحلوا عن ذاكرة الأمة. لقد اصطفاهم الله ليكونوا شموعًا تضيء دروب الأحياء، وليبقوا رمزًا خالدًا للكرامة والتحدي. لن يُنسى صوتهم الذي صدح بالحق والحرية، وسيظل يتردد عبر الأجيال: "لن نساوم، لن نرحل، وأرضنا ستبقى لنا."

إن أهل غزة لا يموتون، بل يخلدون في ذاكرة الأمة، كرمز للكرامة والتحدي. سيظل صوتهم يصدح في الأرجاء: "لن نساوم، لن نرحل، وهذه الأرض لنا، وستظل لنا.

تعليقات

الكلمات الدلالية